من أعظم أسباب الثبات على الدين الصبر على المحن
مع الإحتساب
والله لا يضيع مثقال ذرة من خير كما لا ينسى مثقال ذرة من شر
الديان سبحانه وتعالى لا ينسى
" لاّ يَضِلّ رَبّي وَلاَ يَنسَى "
" فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ شَرّاً يَرَهُ "
الدنيا قصيرة جدا نصيبنا منها يسير
إنما الجزاء يوم القيامة يوم الحسرة والندامة
عندما تضيع الأموال وتضيع الكراسى وتضيع المناصب وتضيع الزوجات والأولاد
" يَوْمَ يَفِرّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهُ وَبَنِيهِ * لِكُلّ امْرِىءٍ مّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ "
من أعظم ما يثبت الإنسان على دين الحق أن يكون محتسبا صابرا
يصبر على الطاعة فلا يتركها
ويصبر عن المعصية
ويصبر على المحن والبلاء
نار المسيح الدجال جنة ماء عذب طيب وجنته التى يرغب فيها نار تحرق فإياكم أن تقعوا فى النار
الصبر على الطاعة ولو كانت فيما يبدو للناس نار
طأطأ رأسك وادخل فيها فإنها ماء عذب طيب
الصبر عن المعصية ولو كان يراها الناس جنة ولو كانوا يقولون عليها جنة
أعرض عنها وأيقن بما قاله النبى صلى الله عليه وسلم : " إنها نار تحرق "
والصبر على أقدار المؤلمة وهذا أمر مقدر على كل إنسان بمقتضى بشريته ونزوله إلى الأرض
" فَلاَ يُخْرِجَنّكُمَا مِنَ الْجَنّةِ فَتَشْقَىَ "
خارج الجنة لابد من شقاء
موت ... بلاء ...محنة
لابد من ألم
" إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ "
ألمك معه عسل يخفف من مرارته هو ترجون من الله مالا يرجون
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " أنتم وإياهم ( أى المشركين ) سواء فيما يصيبكم وإياهم من الجراح والآلام ، ولكن أنتم ترجون من الله المثوبة والنصر والتأييد ، وهم لا يرجون شيئا من ذلك "
أما ألمهم مر لا عسل معه ( لا رجاء )
عذاب فوق العذاب
أتظن أن الذى يؤذى عباد الله المؤمنين فى راحة من أمره
والله إنه لفى ألم
لأنه فى عذاب من الله ليس فى عذاب من البشر
وهل يعذب مثل عذاب الله أحد
قال النبى صلى الله عليه وسلم : " إن الله يعذب الذين يعذبون الناس "
فالذين يعذبون الناس يعذبونهم بقدرتهم البشرية أما هم فيعذبهم الله بقدرته الإلهية فى الدنيا وفى الآخرة
المؤمن يصبر ويحتسب
المؤمن يرجو الثواب من الله وهو يتألم
لكن ألمه يخف ربما وصل إلى ما هو أكثر من أن يخف
ربما وصل إلى أن يزول
ربما وصل إلى أن لا يشعر به بالكلية
بل يصل إلى الرضا يصل إلى مراتب أعلى لا يشعر بشئ
أما علمتم أن الشهيد كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لا يجد من ألم الموت إلا كمس القرصة
فسبحان الله
يعطيهم الله فيما ابتلاهم ويمنحهم فيما منعهم
نعم
الله يعطى المؤمنين عطاءا عجيبا من الراحة والسكون فى أثناء البلايا
" وَلَمّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُواْ هَـَذَا مَا وَعَدَنَا اللّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً "
" وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ * الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ "
كم تعدل هذه الأشياء؟!
الله يثنى عليك فى الملأ الأعلى ويرحمك ويهديك وإن أرادوا إضلالك نعم العدلين ونعم العلاوة
نقلا عن فضيلة الشيخ الدكتور : ياسر برهامى
[center]
